كلمة سعادة سفير الجزائر برومانيا، السيد عبد المجيد نعمون،

بمناسبة إحياء ذكرى اليوم الوطنى للذاكرة، المصادف ليوم 08 ماي 2025

 

 

أيتها السيدات أيها السادة.

نقف اليوم معكم وقفة إكبار و إجلال لإحياء ذكرى مهيبة تضرب في جذورها في أعماق تاريخ الجزائر و ثورة التحرير الوطني لنستذكر تلك الملاحم الوطنية و مسيرات كفاح الشعب الجزائري العظيم و منها ملحمة أحداث مجازر 08 ماي 1945 التي توحي لنا بدلالات تاريخية عظيمة رسمت المستقبل للأجيال المتعاقبة إلى أن جاءت ثورة التحرير الوطني لنوفمبر 1954.

إنّ اهتمامنا بتاريخ الذاكرة الوطنية لا يتوقّف هدفه عند حدود العلم بالشيء أو استذكاره و وصفه، بل يتعدى إلى إنارة الطريق للأجيال القادمة لكي يكونوا على دراية بتاريخهم و الإعتزاز به، و من ثمّ ينير لهم طريق الصواب نحو المستقبل.

 في أول ماي 1945 خرج الجزائريون يحتفلون بانتهاء الحرب العالمية الثانية يحملون لأول مرة راية العلم الوطني الجزائري، مطالبون بأنْ تفي فرنسا بوعودها بمنح الإستقلال للجزائر على إثر مساعدة الشعب لها اثناء الحرب، غير أنّ مطالبهم قوبلت يوم 08 ماي 1945 بقمع تلك المظاهرات السلمية و ارتكاب مجازر وحشية و بشعة بحقهم نتج عنها قتل أكثر من 45,000 شهيد و ذلك بأسلوب القمع و التقتيل الجماعي و تدمير القرى و المداشر و الدواوير.

 و نحن اليوم بهذه المناسبة الأليمة نرفع أيدي الدعاء والرجاء لله العلي القدير كي يتغمد أرواح شهدائنا الأبرار بواسع رحمته و يسكنهم في علياء جناته من أبناء كل الثورات التحريرية منذ استعمار الجزائر إلى غاية استقلالها.

 كما لا يفوتني في وقفتنا هذه استذكار تضحيات أولئك الذين استشهدوا في بلاد المهجر، من أبناء جاليتنا الجزائرية بالخارج،          و الإشادة بتضحيات الدبلوماسية الجزائرية التي ناضلت أثناء الثورة التحريرية و بعد نيل الجزائر لاستقلالها، و مازالت تناضل لحدّ اليوم مرافعة للسيادة الوطنية و مدافعة عن القضايا الوطنية و الدولية العادلة و انتزاع الشعوب لاستقلالها و تقرير مصيرها.

 المجد و الخلود لجزائر العزة و الكرامة و لشهدائنا الأبرار.

 و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.        

Meteo

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

Convertisseur de monnaie